الحلقة الخامسة :احتلال العرب للمشرق: معركة أجنادين ، إبادة لجيش الروم Rodrigue Khoury
30)
تموز 634)... كانت معركة اجنادين أول لقاء كبير بين جيوش العرب والروم البيزنطيين في حرب احتلال العرب لولاية الشرق من بلاد الروم. وجرت قبل حوالي سنتين من اللقاء الفاصل والحاسم في معركة اليرموك عام 636 ميلادي. بعد سقوط بُصرى استنفر هرقل قواته، وأدرك أن الأمر جدي، وأن مستقبل الروم في المشرق بات في خطر ما لم يواجه العرب المسل...مين بكل ما يملك من قوة ، فحشد العديد من القوات الضخمة، وبعث بها إلى بصرى حيث شرحبيل بن حسنة في قواته المحدودة، وفي الوقت نفسه جهّز جيشًا ضخمًا، ووجّهه إلى أجنادين من جنوب فلسطين. وحمل الروم صلبانهم وأقسموا على أن يدافعوا عن بلادهم ، فإما أن يموتوا جميعاً وإما أن يطردوا العرب الغزاة من المشرق. تجمعت الجيوش الإسلامية مرة أخرى عند أجنادين، وهي موضع يبعد عن "بيت جبرين" بحوالي أحد عشر كيلو مترًا، وعن الرملة حوالي تسع وثلاثين كيلو متراً. نظم خالد بن الوليد جيشه البالغ نحو 40 ألف جندي . فهذه أول مرة تجتمع جيوش المسلمين في الشام في معركة كبرى مع الروم الذين استعدوا للقاء بجيش كبير بلغ 90 ألف جندي. وبعد صلاة الفجر من يوم ( 30 تموز 634م) أمر خالد جنوده بالتقدم حتى يقتربوا من جيش الروم، وأقبل على جموع جيشه يقول لهم: " اتقوا الله عباد الله، قاتلوا في الله من كفر بالله ولا تنكصوا على أعقابكم، ولا تهنوا من عدوكم، ولكن أقدموا كإقدام الأسد". وفي هذه المعركة انتصر المسلمون انتصاراً كبيراً ، وبرز في هذا اليوم من العرب المسلمين "ضرار بن الأزور"، وكان يومًا مشهودًا له، وبلغ جملة ما قتله من فرسان الروم ثلاثين فارسًا، وقتلت "أم حكيم" الصحابية أربعة من الروم بعمود خيمتها. وبلغ شهداء الروم في هذه المعركة أعدادًا هائلة تجاوزت الآلاف، وقتل من المسلمين 450 قتيلاً. . وبعد أن انقشع غبار المعركة وتحقق العرب من النصر، بعث خالد بن الوليد برسالة إلى الخليفة أبي بكر الصديق يبشره بالنصر وما أفاء الله عليهم من الظفر والغنيمة، وجاء فيها: ".. أما بعد ،فإني أخبرك أيها الصديق إنا التقينا نحن والمشركين، وقد جمعوا لنا جموعا جمة كثيرة بأجنادين، وقد رفعوا صلبانهم، ونشروا كتبهم، وتقاسموا بالله لا يفرون حتى يفنوا أو يخرجونا من بلادهم، فخرجنا إليهم واثقين بالله متوكلين على الله، فطاعناهم بالرماح، ثم صرنا إلى السيوف، فقارعناهم في كل فج.. فأحمد الله على إعزاز دينه وإذلال عدوه وحسن الصنيع لأوليائه"؛ فلما قرأ أبو بكر الرسالة فرح بها، وقال: "الحمد لله الذي نصر المسلمين، وأقر عيني بذلك".... أما أجدادنا الروم المشرقيون فقد بدأوا يعدون العدة للنظر في كيفية محاربة العرب من داخل المدن ، فبدأوا يحصنون مدنهم جيداً ( دمشق وحلب وأنطاكية والقدس وبيروت وطرابلس وغيرها) ... استعداداً لمعارك قادمة وأليمة .... (يتبع
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.