الحلقة السابعة : احتلال العرب للمشرق: حصار دمشق وسقوطها Rodrigue Khoury
الحلقة السابعة : احتلال العرب للمشرق: حصار دمشق وسقوطها: بعد معركة أجنادين ومعركة فحل ، توجه العرب إلى حصار دمشق. ولما رأى سكان دمشق ثبات قادة المسلمين التفوا حول حاكمهم توماس.وأغلقوا أبواب مدينتهم ونصبوا الأسلحة والمدافع والمجانيق على أسوارها. قام توماس بهجوم على العرب عله يستطيع فك الحصار ، لكن الهجوم باء بالفشل وخسر الصليب الكبير الذي كان على مقدمة جيش الروم وأصيب بعينه إصابة بالغة. (موضع الهجوم هو الباب المعروف اليوم في دمشق بباب توما، والذي توجد فيه اليوم بطريركية الروم). بقي الحصار 6 أشهر متواصلة عانى فيها روم المدينة من عدم توفر المؤن والجوع ... وهرعوا إلى الكنائس يصلون ، والبعض وقف على أسوار المدينة إلى جانب الجيش الرومي تحسباً لهجوم العرب. طلب روم المدينة من الامبراطور هيراكليوس المقيم آنذاك في أنطاكية أن يمدهم بالعتاد والأسلحة والخيول. لكن هذه الإمدادات لم تصل. ظن الروم في دمشق أن العرب سيملون من الحصار وسيعودون إلى صحرائهم عندما يحين الشتاء. لكن الشتاء كاد ينقضي والعرب ثابتون في حصارهم، والإمداد لا يستطيع الوصول إلى داخل المدينة... الجهة الشرقية : خيانة ومذبحة كبرى: قام أحد كهنة السريان اليعاقبة يدعى يونس بن مرقس بإبلاغ خالد بن الوليد أنه من الممكن اختراق أسوار المدينة بمهاجمة موقع معين كانت دفاعات الروم فيه ضعيفة. وكان "توماس" هو قائد الحامية الرومية للمدينة، وخالد بن الوليد على رأس الجيش العربي الغازي من جهة الشرق وأبو عبيدة على رأس القوة العربية من جهة الغرب. بعد خيانة هذا الكاهن أرسل خالد بن الوليد مئة رجل من رجاله ودخلوا من حيث خرج الكاهن وقصدوا الباب الشرقي للمدينة وكسروا الأقفال وقطعوا السلاسل وفتحوا الباب. وعلى إثر ذلك انصب المسلمون من الخارج ودخلوا المدينة يذبحون وينهبون كل ما يصادفونه في طريقهم، ولم تنفع صرخات الاستغاثة التي أطلقتها النساء الروميات ... فحصلت مذبحة كبرى. الجهة الغربية: معاهدة صلح ودخول العرب: أما من الجهة الغربية فكان أبو عبيدة وجنوده يحاصرون دمشق. ويذكر أن جنود أبي عبيدة هاجموا الروم عندما كانوا في جنازة لأحد رجالهم هناك. ولما ساءت الظروف الصحية والاقتصادية من جراء الحصار ذهب قوم من الروم إلى حدود المدينة وصاروا ينادون المسلمين من على السور. وقرر توماس ووجهاء المدينة مفاوضة أبي عبيدة. وفتح الروم الباب الغربي وذهبوا إلى خيمة أبي عبيدة. وقد نزع الروم كل ما على صدورهم من الصلبان والعلامات الأخرى مراعاة للمسلمين. وهناك وقعوا معاهدة صلح.ودخل أبو عبيدة وجنوده من الجهة الغربية للمدينة بناء على المعاهدة التي وقعت مع وجهاء الروم في المدينة (وترك أبو عبيدة مئة شخص من الروم رهينة في خيمته). كاتدرائية القديس يوحنا السابق، تتحول جامعاً : التقى جيش خالد بن الوليد بجيش أبي عبيدة قرب كنيسة القديس يوحنا البيزنطية العظيمة. وكان أبو عبيدة يسير إلى جانبه جنوده وكهنة الروم بناء على الصلح الذي قضى بتسليم المدينة، فيما كان خالد يقاتل ويذبح الروم من جهته. فأشار أبو عبيدة إلى كتاب الصلح فغضب خالد وقال له:"وكيف صالحتهم بدون أمري وأنا الأمير عليك، والله لن أرفع السيف عنهم حتى أفنيهم عن آخرهم"...فيما بعد رضي خالد وتم الاتفاق على أن يتم تحويل الجزء الشرقي من الكنيسة إلى جامع للمسلمين لأن المسلمين احتلوه بالقوة، وأن يبقى الجزء الغربي كنيسة للروم. وهو الكنيسة التي تحولت فيما بعد إلى الجامع الأموي الكبير في دمشق. (وبقيت مقسومة بين الروم والمسلمين حتى عهد الوليد بن عبد الملك). .. ومن شروط المعاهدة : أن يدفع المسيحيون للمسلمين الجزية كي يسمح لهم المسلمون أن يبقوا في ديارهم ... وأن لا يبنوا كنائس جديدة ولا يرمموا القديم منها وألا يدقوا أجراسهم إلا ضرباً خفيفاً، وألا يسيروا في شعانينهم وفصحهم بزياحات في الشوارع ،وألا يمنعوا أحدا من أقاربهم إذا أراد الدخول في الإسلام ،وألا يقتنوا السلاح، وألا يشتموا مسلماً أو يضربوه..." ... وأصبحت هذه المعاهدة هي الأساس الذي بنى عليه المسلمون كل علاقاتهم مع الروم في البلاد التي احتلوها.... وبعدما سقطت دمشق ... توجه العرب إلى حصار بعلبك وحمص ... (يتبع...)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.