dimanche 11 décembre 2011

الحلقة 11 : احتلال العرب للمشرق :(638) القدس الأرثوذكسية تقاوم العرب لأشهر طويلة

الحلقة 11 : احتلال العرب للمشرق :(638) القدس الأرثوذكسية تقاوم العرب لأشهر طويلة:

العرب على أبواب مدينة القدس الرومية ... والروم في الداخل يستعدون للمقاومة: 

بعد معركة اليرموك وهزيمة جيش الروم، سيطر العرب على دمشق وحمص والمدن السورية مجدداً . وصاروا يحتلون المدينة بعد الأخرى بدون مقاومة تذكر. إذ اضطر روم المدن إلى مصالحة العرب المحتلين بشرط البقاء في أرضهم مع دفع الجزية للمسلمين. 
وبعدما احتل العرب غزة بالقوة، صالحوا روم نابلس وسبسطية ، ثم احتلوا اللد ويبنى وعمواس وبيت جبرين... ويافا ورفح... وبقيت القدس وقيصرية صامدتين تقاومان . 

لذلك فإن العرب ضربوا الحصار المشدد على القدس. فما كان من روم القدس إلا أن وقفوا على الأسوار بأسلحتهم الكثيرة تحسباً للهجوم العربي ... ويقول العرب إنهم لم يروا مثل شجاعة روم القدس ولا بكثرة سلاحهم. 
ذهب يزيد بن أبي سفيان إلى سور المدينة ، حاملاً سلاحه ، وقد أخذ معه ترجمانا يبلغه عنهم ما يقولون. فقال للترجمان:" قل لهم إن أمير العرب يسألكم ما رأيكم إن اعتنقتم الإسلام؟" فقال الترجمان بلغتهم (اليونانية) كذا وكذا ..." إن الأمير العربي يدعوكم إلى الإسلام أو الجزية أو السيف. " 
فرد الروم بسخرية : " لن نرجع عن ديننا ، وإن قتلنا أهون علينا من ذلك، فبلغ الترجمان ذلك ليزيد" ... 
كانت القدس مدينة حصينة ومنيعة, ويصف الواقدي اسوار المدينة بانها كانت محصنة بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة ، بالمجانيق والطوارق والسيوف والدرق والجواشن والزرد الفاخر...
, بدأ القتال بعد ثلاثة ايام من الحصار, حيث تقدم المسلمون نحو اسوار المدينة فامطرهم شعبها الرومي بوابل من السهام والنبال ، وكان القتال يمتد من الصباح الى غروب الشمس، ويزداد شدة يوماً بعد يوم.
واستمر الحصار أربعة أشهر, وما من يوم إلا وجرى فيه قتال شديد والمسلمون متضايقون من البرد والثلج والمطر, وقد تعجب العرب من بسالة وشحاعة روم القدس وكيف أنهم يقاتلون العرب بفرح ، ولا يأبهون لهم ... وكان الروم لا يردون على رسائل العرب الداعية إلى اعتناق الإسلام احتقاراً ,,, فيذهبون إلى الكنائس ثم يتجولون في الأسواق ويتدربون للدفاع عن مدينتهم. . 
إمدادات تصل إلى العرب ، ولا تصل إلى الروم بسبب الحصار:
بعدما وصلت إمدادات ضخمة للعرب ووجد روم المدينة أن الملك هيراكليوس لم يستطع إرسال شيء يذكر، اجتمعوا في دار البطريركية في القدس وقرروا مفاوضة العرب.
.ذهب وفد من الروم بسيوفهم وصلبانهم ورهبانهم إلى العرب المحاصرين، ومعهم تراجمتهم. فقال البطريرك صفرونيوس لأبي عبيدة : ما الذي تريدونه منا؟
قال أبو عبيدة: واحدة من ثلاث :
أولا: أن تقولوا لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فإن أجبتم إلى هذه الكلمة كان لكم ما لنا وعليكم ما علينا... ما رأيكم؟ فقال البطريرك : إنها كلمة عظيمة.. وهذا شرط لن نوافقكم عليه.
فما الشرط الثاني؟
قال أبو عبيدة:" تصالحوننا عن بلدكم أو تؤدون الجزية عن يد وأنتم صاغرون كما أداها غيركم من أهل الشام". فقال البطريرك: هذا شرط أعظم علينا من الأول ولم نكن يوماً من الذين يقبلون بالذل ولن نكون أبداً .
فقال أبو عبيدة: إذن سوف نقاتلكم حتى ننتصر عليكم ونستعبد أولادكم ونساءكم ونقتل منكم من خالف كلمة التوحيد وعكف على كلمة الكفر.
فقال له البطريرك :" لن نسلم مدينتنا حتى نهلك عن آخرنا... وكيف نسلمها وقد استعددنا بآلات الحرب والحصار، وفي مدينتنا العدة الحسنة والرجال الأشداء ؟
نحن لسنا كمن لاقيتم من أهل المدن الذين أذعنوا لكم بالجزية."
فقال أبو عبيدة: بل سندخلها ونطهر مدينة الأنبياء منكم ومن كفركم. فقال البطريرك : إنكم لو أقمتم علينا عشرين سنة ما فتحتموها أبدا... "
وانتهت المفاوضات إلى إصرار البطريرك على أن روم المدينة لن يسلموها إلا إلى خليفة المسلمين نفسه القابع آنذاك في المدينة المنورة من السعودية، عمر بن الخطاب. 
عند ذلك كتب أبو عبيدة إلى خليفة المسلمين كتابا جاء فيه:..."اعلم يا أمير المؤمنين أنا منازلون لأهل مدينة القدس نقاتلهم أربعة أشهر...كل يوم نقاتلهم ويقاتلوننا... وقد لقي المسلمون مشقة عظيمة من البرد والأمطار، إلا أنهم صابرون على ذلك ويرجون الله ربهم... ثم أشرف علينا بطريركهم الذي يعظمونه وقال: إنهم يجدون في كتبهم أنه لا يفتح بلدهم إلا رجل يعرفون صفته،وهو عمر " " 
وقد رفض البطريرك أن يسلم المدينة إلا للخليفة عمر بنفسه. 
العرب يرسلون خليفتهم للمصالحة مع روم القدس:
اجتمع عمر بن الخطاب في المدينة المنورة (السعودية اليوم) مع قادة المسلمين ... فقال له عثمان بن عفان :" لا تذهب إليهم يا أمير المؤمنين، ليكون ذلك أحقر لهم وأرغم لأنوفهم"... لكن علي بن أبي طالب أشار إليه بالذهاب إليهم ومصالحتهم ، وأقنع الخليفة بأن وصوله إليهم سيشجع العرب المسلمين الذين بدأوا ييأسون من طول الحصار.
وهكذا كان ، فأتى الخليفة عمر بنفسه إلى القدس ، واستقبله البطريرك صفرونيوس من المدينة ...
وبتاريخ 8-1-638 ، عقد اجتماع بين أهل القدس أي الروم الناطقين بالييونانية آنذاك ، والعرب من المسلمين بحضور التراجمة ... لأن العرب ما كانوا يفهمون اللغة الرومية( اليونانية) ولا الروم كانوا يفهمون اللغة العربية.
وطلب الروم من العرب بموجب المعاهدة أن يطردوا اليهود من القدس ... وهكذا كان ...
فتصالح الفريقان على أن من أراد من الروم أن يلتحق بالملك في القسطنطينية يستطيع ذلك، ومن أراد البقاء في أرضه عليه أن يدفع الجزية والخراج للعرب المسلمين.
وبسقوط القدس سقطت كل فلسطين بأيدي العرب ... وبقيت قيسارية على الساحل الفلسطيني تقاوم العرب 7 سنوات ... وسقطت أخيراً ...
بعد ذلك ... بقيت بعض المدن الساحلية تقاوم ، مثل طرابلس واللاذقية...
أما "أنطاكية" عاصمة المشرق العظيمة ... فكانت تنتظر أحداثاً أخرى ... (يتبع...)...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.