الحلقة 12 : احتلال العرب للمشرق :Rodrigue Khoury
سنة 637: أنطاكية العظمى عاصمة الروم في المشرق... تحت رحمة العرب ... وحلب مدينة الروم الحصينة تسقط بأيديهم:
كانت أنطاكية عاصمة المشرق كله. وكان سكانها يعدون بمئات الآلاف من الروم الناطقين باليونانية. وكانت تعتبر ثالث أعظم مدينة في الامبراطورية الرومية بعد القسطنطينية والاسكندرية.
اعتنق أحد مسؤولي الروم في حمص المدعو" يوقنا " الإسلام.... وبقي الأمر سراً .. فلم يفاتح الامبراطور الرومي بالأمر...
- الراعي عدو الغنم:
ثم ذهب لمقابلة قائد المسلمين آنذاك " أبي عبيدة" وأعلن إسلامه بين يديه قائلاً : "أنا أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" ... وانتدب نفسه للدخول إلى أنطاكية ليسهل للمسلمين احتلالها بالخدعة، فرحب أبو عبيدة بالفكرة وانطلق يوقنا لتنفيذ هدفه...
دخل يوقنا أنطاكية وكان هرقل امبراطور الروم فيها، وكانت الأخبار قد وصلت لهرقل أن يوقنا قد أسلم. فخدعه يوقنا وأفهمه أنه لم يسلم، وإنما تظاهر بالإسلام ليخدع المسلمين .
فاقتنع هرقل بالأمر، وعين يوقنا الخائن قائدًا لحامية أنطاكية ليدافع عن الروم فيها , فقام يوقنا بتحصين المدينة وإعداد المؤن اللازمة للشتاء.
وفي هذا الوقت كان الروم قد انهزموا هزائم كثيرة ...
فبعد دمشق وحمص ، خضع روم حماه للمسلمين.
وبدأت جيوش العرب تتوجه إلى حلب.
حلب : الروم يخضعون للعرب بعد مواجهة:
حاصر العرب حلب ، وبدأت المناوشات على أطراف المدينة بين جنود الروم وجنود العرب.
وبعدما اشتد القتال ، هزم الروم وانتصر العرب ، فأعلن قائد الفرقة الرومية إسلامه.
إزاء ذلك، اجتمع سكان حلب ، وقرروا أن يصالحوا العرب المسلمين. فأتى وفد من الروم (أي سكان المدينة آنذاك) إلى أبي عبيدة ، وقد تألف الوفد الرومي من 30 رجلاً ومعهم ترجمان لكي يفهموا على العرب ما يقولون. لأن لغة الروم السوريين كانت الرومية(اليونانية) أما لغة العرب المسلمين فكانت العربية التي ما كان الروم يفهمونها.
فقال الترجمان لأبي عبيدة عن أهل المدينة: " نحن سكان حلب من تجارها ورؤسائها وعامة شعبها، وقد جئنا إليكم أيها العرب نطلب الصلح". فوافق أبو عبيدة ... ودخلت جيوشه مدينة حلب وبقي الروم بداخلها يدفعون للعرب الجزية والخراج حتى يسمح لهم المسلمون العرب بالبقاء في أرضهم. أما إذا أسلموا فكانوا يعفون من دفع الجزية.
مصير أنطاكية العظمى:
أما أنطاكية: فكان يوقنا الخائن مسؤولاً عن العسكر الذي يفترض به أن يحمي المدينة ...
و قد شدد أبو عبيدة وخالد الحصار على أنطاكية، وأخبرهم يوقنا الخائن بمواضع الضعف...
واتفق يوقنا مع بعض حراس المدينة فدعاهم للإسلام...و تآمر معهم على أن يفتح المدينة للمسلمين... وأرسل لأبي عبيدة يخبره بالأمر، وحددا اليوم الذي يهجم فيه العرب على المدينة.
وبالفعل استطاع المسلمون دخول المدينة في 5 شعبان سنة 15هـ ،(سنة 637)، وفرح المسلمون بهذا الفتح فرحًا شديدًا وأرسل لخليفة المسلمين عمر بن الخطاب في المدينة المنورة ( السعودية اليوم) يبشره بهزيمة الروم في أكبر عاصمة لهم، فخطب عمر بالناس على منبر نبي المسلمين محمد وبشرهم بالفتح... وقابل العرب الخبر بالاحتفالات العارمة والهتافات ...
أما الروم من سكان الشام ألصليين، فكانوا خائفين على المصير ، لا يعرفون ماذا سيحصل بعد أن كانوا حكام هذه الأرض ...
ودخل العرب إنطاكية العظيمة ... وبدأوا ينهبون بيوتها وأهلها المعروفين بأنهم كانوا أغنى أغنياء الشرق ...
لكن هرقل بدأ يعد العدة لتحريرها من جديد... (يتبع...) ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.