مقالات

أفكار خبيثة على طاولة المسيحيين: المثالثة باليد خيرٌ لكم من المناصفة على الشجرة
قلم: إبراهيم جبيلي (الديار)

اللقاء الارثودكسي أصبح في خبر كان.. ونيابة الرئاستين أصبحت مركز شرف


لا تزال المثالثة بين الطوائف اللبنانية، تقلق بال المسيحيين وتقض مضاجعهم، فهم يعيشون رهاب الأرقام والقلق الدائم على نسبتهم المتدنية، فيما شركاؤهم في الوطن، الطوائف الأخرى، يتنافسون على بسط النفوذ المذهبي داخل الأحياء في المدن الكبرى، أو عبر التملك العشوائي للأراضي، أينما كان موقعها ومهما إرتفع ثمنها، وبالمقابل يسير المسيحيون على إنتزاع نصفهم في الوطن في الوطن من شركائهم المحمديين، فلا يهدأون بالبحث عن قانون إنتخابي لإسترداد حقوقهم، أو انهم يلجأون إلى أصحاب النخوة الأؤمن بالتعايش، يستنفرون فيهم الإيمان بالصيغة، لعل النوايا الصديقة تعيد إلى المسك بعضاً من رونقه التعايش.
لكن مع تقادم السنين إكتشف المسيحيون أنهم مهمشون يعيشون على طرف الطاولة حيث يتوسطها صناع القرار في الطائفتين السنية والشيعية الغالبون. ففي النظام البرلماني حيث مراكز القوى تخرج من صناديق الإقتراع، لا أمل للمسيحيين المتناقصين، مهما ابتدعت قوى المجتمع المدني من قوانين النسبية ومهما وسعت أو ضيقت الدوائر الإنتخابية، فإن النتائج هي ذاتها، ومكان المسيحيين وفعاليتهم تساوي الصفر على الشمال.
وما زاد الهموم المسيحية، هي الأفكار الخبيثة والجهنمية التي يروج لها البعض ومفادها أن يرضخ المسيحيون ويوافقوا بالقبول والرضى على الثلث بأيديهم بدل المناصفة على الشجرة، وهي منذ الطائف كانت كالعملة المزورة، لأن التمثيل المسيحي كان يقع بمعظمه في قبضة الطوائف الأخرى، لكن المثالثة المطروحة تهدف إلى إنتقال المعركة السياسية إلى داخل الصف المسيحي، بحيث ترتفع أسماء جديدة لدى المسيحيين، ترافقها توزيع قوى جديدة داخل المسيحية الجديدة، وبذلك يتساوى المسيحيون في انقساماتهم مع شركائهم المسلمين في الوطن، فإذا كان المسلمون منقسمون سياسياً إلى ثلاث طوائف: ألسنة، الشيعة، والدروز، فالمسيحيون يصبحون أنواعاً وافرقاء سياسيين على الشكل التالي: الموارنة، الارثودكس، الكاثوليك الملكيين، إضافةً إلى الأقليات الأرمن واللاتين، وبذلك يضاف إلى أزمات المسيحيين بنقص اعدادهم الفاضح، أزمة جديدة، بحيث يستقل كل مذهب عن الآخر سياسياً، علماً أن القانون الارثودكسي واضح في مراميه بأن ينتخب كل مذهب نوابه.
فالارثودكس هم موضوع حلقة اليوم، خصوصاً أنهم يفتشون عبثاً عن المكان اللائق بهم تحت شمس السلطة، لكن عبثاً، فالجميع من الطوائف الأخرى تقريباً استولوا على حصتهم الوزارية، كما أن التعيينات الارثودكسية تدرس ملفاتها داخل المقرات المارونية والسنية، فالسراي الحكومي مدت يدها إلى " الخرج " الارثودكسي، فالوزير نقولا نحاس من حصة الرئيس نجيب ميقاتي، والوزراء الأخرون توزعوا على الرابية وبنشعي وبعبدا، كما أن أرفع مقام يصل إليه الارثودكسي في الدولة أصبح الآخرون يعينوه، فنائب رئيس مجلس النواب هو من حصة تيار المستقبل ونائب رئيس مجلس الوزراء من حصة رئس الجمهورية، كما أن ملف التعيينات يتنقل حالياً بين المقرات فيما الارثودكسي وأركان الطائفة غائبون عن القرار وعن إبداء الرأي والملاحظات.
فالمطران الياس عودة أخرج من دائرة القرار بعدما استأثر العماد ميشال عون بالحصة المسيحية الأكبر، كما أن اللقاء الارثودكسي الذي حضر على عجل، وجاء في أعقاب تأليف حكومة 8 اذار، يتجاهل عمداً وعن سابق تصور مطرانية بيروت الارثودكسية، فيزور اللقاء الارثودكسي جميع القوى السياسية في الأكثرية فيما يتجاهل زيارة المراجع الدينية والسياسية للطائفة، ليتحول اللقاء إلى منبر إنتخابي لعدد كبير من الطامحين ومنصة تستخدمها قوى 8 اذار بديلاً عن المقرات الروحية، لكن سريعاً توقف نمو اللقاء الارثودكسي وخفتت أصوات المشاركين فيه ولولا عناية قانون الفرزلي والضجة التي اثارها لكن اللقاء في خبر كان يشبه المصير الذي أصاب اللقاء المسيحي الذي أراده العماد ميشال عون مكاناً للمسيحيين المشرقيين.
فالارثودكس عبر تاريخهم السياسي الحديث، نجحوا في الحصول على المرتبة الرابعة في الدولة اللبنانية، وعززوا نيابة الرئاسة بأقطاب عوضت لهم النزف المستمر لحقوقهم وعمليات السطو الدائمة على مراكزهم، فكان نائب الرئيس ميشال المر يشكل زعامة أرثودكسية إستطاع أن يرسخ زعامته في قضاء المتن الماروني حيث لآل الجميل وجود تاريخي في القضاء، إضافة إلى نجاحه في أن يكون الرقم الصعب في أية إنتخابات نيابية، فلا إستطاع تسونامي العماد ميشال عون من زحزحة مقعده ولا شطارة النائب الجميل منعته من تحقيق الإنتصار الواضح في معركة البلديات التي جرت في العام 2010. وفي المقابل نجح عصام فارس في نيابة رئاسة الحكومة بعدما حول مكتبه في الطابق السادس من مبنى ويدج في الأشرفية إلى مقر رسمي، يتلقى الملفات المستعصية، فيسعى فارس مع فريق العمل إلى دراستها وكتابة التقارير والحلول عنها.
ففي تلك الأزمنة لم يشعر الارثودكس بأنهم مهمشون كما هي أحوالهم اليوم، فنيابة الرئاسة أصبحت مركز شرف، لا يقدم ولايؤخر، ففي مجلس النواب نادراً ما يترأس نائب الرئيس فريد مكاري الجلسة النيابية، فالرئيس نبيه بري لا يغادر ولا يسمح لأخصامه في تيار المستقبل الحلول مكانه في الرئاسة الثانية، أما نيابة رئاسة الحكومة فسمير مقبل قرر أن يمضي ولايته بهدوء وصمت خصوصاً أن رئيس الحكومة لا يستطيع أن يتنحى سنتيمتراً واحداً لنائبه، فعلى الكتف حمل وأهل ألسنة بالإنتظار.

تركيا: الكنيسة التاريخية، مكان إنعقاد المجمع المسكوني السابع، تحولت إلى مسجد.


المجمع المسكوني السابع، المجمع النيقي الثاني، عقد في أية صوفية في نيقيا عام 787 وأعلن ارثوذكسية الايقونات. كان أخر لقاء لكل رؤساء كهنة العالم، بمن فيهم كنيسة روما وكنيسة القسطنطينية. الكنيسة تحولت إلى جامع بعد أن إحتل جهاديون مسلمون نيقيا في القرن الرابع عشر، من ثم تحولت إلى متحف حينما دخلت تركية في نظام علماني. الأن وبعد عودة الإسلام إلى تركية، عادت الكنيسة لتصبح مسجداً. كل هذا جاء من مديرية الشؤون الدينية والتي أصبح مديرها من أعز أصدقاء رجب طيب اردوغان.

الجماعة الإسلامية في لبنان: تاريخ الإضطهاد المكتوم


يأتينا من حين إلى آخر أحد رؤساء أو نواب الجماعة الإسلامية لكي يتحدث على الشاشات بما يسميه "إحترام الأخر"، "إحترام عقيدة الأخر"، أو "العمل ضد من ينبذ الأخر". هكذا تكلم احدهم في آخر مرة ظهر فيها على أحد المحطات اللبنانية، وهكذا يتكلمون في جلساتهم المكشوفة. لكن عندما ننزل إلى الأرض، حيث هم موجودون، في الجامعة اللبنانية في الشمال، نجد العكس تماماً. إذ يصح تسمية الجامعات اللبنانية في الشمال بالجامعات الإسلامية. هناك ستجد في كافة الفروع، مجموعات من رابطة الطلاب المسلمين، الجناح الطلابي للجماعة الإسلامية يوزعون عليك دائماً ما يهين دينك في عقيدته ويهين المسيحي في تصرفه. آخر ما وزعوه وقد حصلت عليه من أحد رفاقي الموجودين هناك، كان ايات مبتورة مأخوذة من الكتاب المقدس، يدعون فيها أنه يدعو إلى العنف. لا شك أن الإعتماد على النفاق وسيلة للوصول إلى السلطة، سيفضح عاجلاً أم آجلاً للرأيي العام، عندها سيعرف موقع الجماعة الإسلامية إن كانت من المنفتحين كما تدعي أم من الانعزاليين التكفيريين، كما تشهد اعمالها.

الاخوان المسلمون


‎28 نوفمبر، الفرصة التي انتظرها الإخوان المسلمون منذ نشأتهم في 1928. الدورة الأولى للإنتخابات حصلت، وعلى الرغم من أن النتائج لم تأتي بعد، يبدو أن الإخوان سيكتسحون منافسيهم. ناطق بإسم الجماعة قال صراحةً: "الشريعة يجب أن تكون مؤسسة لكل شيء". الإقبال كان كثيفاً على الإنتخابات، حتى اضيفت ساعتين لإعطاء المجال للتصويت. لم يحدث أي اشكال يذكر. الإخوان والسلفيون، الذين اتهمو بشراء أصوات عبر تقديم معونات زهيدة للفقراء، اتهمهم بعض المنافسين بالغش. فريد زهران، من الحزب الإجتماعي الديمقراطي المصري، قال أن نساء منقبات رفضن أن يكشفن عن وجههن وأن يضعنا الحبر على أصابعهن، مما سمح لهم بالتصويت عدة مرات. بحسب زهران، عدد من شباب الإخوان كانوا متواجدين على المراكز، يساعدون الأميين بأن يختاروا حزبهم. جمعية حقوق الإنسان قالت أن حوالي 391 شكوى ارسلت إليها. بينما قال حزب الوسط أن الإخوان المسلمين سرقوا أوراق التصويت لحزبهم (أي حزب الوسط) في دمياط

الإخوان المسلمون "معتدلون"
قلم: ريان مورو


لطالما خاف العالم من صعود الإخوان المسلمون وتبوئهم الحكم في مصر. لكن النتائج التي اظهرتها الإنتخابات الأخيرة اشارت إلى نجاح كبير لمجموعة أخطر من الإخوان وهم السلفيون. حوالي ربع المصريين صوتوا للسلفيين الذين يؤمنون بعقيدة "التنقية" المتطرفة و التي جعلت الإخوان المسلمون يظهرون وكأنهم معتدلين.

وكانت نتائج يوم الأحد أظهرت تمكن المسلمين المتعصبين من إحراز فوز كاسح حيث تمكنوا من أخذ ثلثي البرلمان. الإخوان المسلمون ليسوا معتدلين بالطبع، لكنهم يبدون كذلك عندما نقارنهم بالسلفيين.

نجاح السلفيين يعتبر خطراً لأنهم يعلنون جهاراً اهدافهم. بعض الذين يتبعون الإخوان ضالون عن أيديولوجية الجماعة. بينما كل أتباع السلفيين يعرفون ماذا يؤيدون. السلفيون يطالبون بإغلاق دور السينما، التفريق بين الجنسين، إنشاء شرطة الأداب، رشق الزواني، قطع يد السارق، منع الكحول...

قال أحد الشيوخ السلفيين "في أرض الإسلام لا نقبل بأن يحدد الناس أنفسهم ما هو مقبول وما هو غير مقبول"

المصريون غير المتطرفين طلبوا عدة مرات بأن يتم تأخير الإنتخابات لكي يتمكنوا من الإستعداد لها، لكن لم يستجب أحد لهم. في ظل الأنظمة القمعية تمكن المتطرفون من تنظيم أنفسهم عن طريق المساجد والخدمة الإجتماعية، لكن العلمانيون لم يتمكنوا من ذلك. أضف إلى ذلك أن ثلث المصريين اميون، مما حد من التفكير المستقل، وأجبرهم أن يتكلوا على الأئمة للمشورة السياسية.

المنتخب العادي لم يكن يعرف أي شخصية لبرالية، لأن الليبراليين كانوا مقموعين في عهد مبارك، وكان من غير المسموح أن تبرز أي شخصية لبرالية.

الإخوان المسلمون يقدمون أنفسهم على أنهم منقذي مصر من أيدي السلفيين، وأنهم سيتحالفون مع الليبراليين. لكننا في الحقيقة نعرف أنهم وإن تحالفوا ظاهرياً مع بعض الليبراليين إلا أن تصويتهم سيكون لخدمة الأجندة المتطرفة السلفية. أي أنهم مع السلفيين سيشكلون جبهة غير رسمية.

يقع الليبراليون بين مطرقة تشكيل تحالف ظاهري مع الإخوان والتشارك معهم بمسؤولية القرارات التي ستتخذ، وبين سندان مجابهة الإخوان الذين قد يشكلون عندها جبهة موحدة مع السلفيين تهيمن على قرار البرلمان.

لحسن الحظ قال المجلس العسكري أنه مصعوق وقلق من النتائج، مطمئناً العالم أنه سيعمل على عدم إنشاء بن لادن أو خميني جديد في مصر. الأيام المقبلة سترنا كيف سيتعاطى المجلس مع هذه النتائج.

إضطهاد المسلمين للمسيحيين
قلم: ريمون ابراهيم


عندما ألقت وكالات الأنباء العالمية الضوء على القس الإيراني يوسف ندرخاني الذي تم اعدامه لأنه إرتد عن الإسلام، دهش العالم المتحضر، الذي وجد صعوبة في التصديق أن في القرن ال 21 ما زال أناس يضطهدون من قبل الأنظمة، لأنهم وبكل بساطة مسيحيين.

في الواقع، إن إضطهاد المسلمين للمسيحيين في هذا العصر يزداد سوءًا. لكن لأن حادث واحد من مئات الحوادث يتم التسليط الضوء عليه، يشعر بعض الناس أن الإضطهاد لا يحدث.

مثال على ذلك، في نفس الوقت الذي ظهر فيه ندرخاني في العناوين العريضة، كان 129 مسيحي في السودان قد زج بهم في السجون، وواحد في الصومال تم قطع رأسه لأنه تحول إلى المسيحية. عشرات الحوادث الأخرى حصلت في نفس الوقت، كلها لم تلقى أي تغطية إعلامية. منها مسيحيين تعرضوا للتعنيف، للسجن، أو للقتل لأنهم "كفروا" على الإسلام. خطف فتيات مسيحيات، إحراق كنائس، مصادرة كتب مقدسة، وتدمير صلبان. وفي هذا الإطار لا بدا أن نذكر بحادث الولد الذي قتل في مصر لأنه رفض إخفاء صليبه.

بالنسبة لأي شخص عالم بالتاريخ الإسلامي، وبتعاليم الإسلام التقليدي، لا شيء من هذه الأفعال يدهش. بل كل هذه الحوادث تشير إلى تواصل المستمر خلال 14 قرن. ترافق الفورة الإسلامية، ثورة في العنف الموجه ضد المسيحيين. إن عملية التطهير الديني الحاصلة قد تؤدي إلى إختفاء المسيحيين من المنطقة في الجيل القادم.

فضلاً عن سوء تغطية وسائل الإعلام العالمية للإضطهاد الذي يتعرض له المسيحيون، فإن تلك الوسائل، عندما تقوم بتغطية حدث معين من هذا القبيل، تضعه في إطار "الصراع الطائفي" هذا العنوان الذي يخلط بين الجلاد والضحية.

أما الأكادميين، بدل أن يكونوا موضوعيين في نقاش هذه الحوادث، عادةً ما يحاولون لي الحقائق، لكي تتناسب مع نظرتهم المبنية على تعدد الثقافات "multi-culturalism".

الوضع يسوء أيضاً لأن المسيحيين، في حال أكانوا خائفين من المسلمين، أم يودون الظهور بمظهر ال"متسامح"، يقومون بكتمان بعض الاضطهادات التي يتعرضون لها.

اليوم ومع ظهور الربيع العربي، على العالم أن يقر بأزمة البقاء التي تواجه مسيحيي الشرق الأوسط. الآن، بعد أن بدأ المسلمون في البلدان العربية بالتصويت للاحزاب المسلمة المتطرفة، التي لا تخفي حقدها وتكبرها على المسيحيين، يبدو أن مستقبل المسيحيين شاحب ومظلم.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.