mercredi 11 avril 2012

نص الرد المحكم للأخ رودريك الخوري على إساءة صحيفة الرأي لغبطة بطريرك القدس و لمجموعتنا.


نص الرد المحكم للأخ رودريك الخوري على إساءة صحيفة الرأي لغبطة بطريرك القدس و لمجموعتنا.

رداً على مقالة السيد أسعد عزوني : العرب بين التتريك والتهويد والترويم، التي تناول بها كلاً من غبطة بطريرك القدس السامي الاحترام ، وتناول مسيرة الشباب الرومي المشرقي الذي ينفض الغبار عن تاريخه المجيد وهويته الرومية نقول للسيد عزوني :

كان أفضل ، للأمانة التاريخية أن تعنون المقالة :
"الروم بين التعريب والتتريك والتهويد " ...بدلاً من عنونتها "العرب بين التتريك والتهويد والترويم".

فالروم وجدوا قبل العرب والأتراك على السواء ، وطبعاً قبل الحركة الصهيونية التي جمعت اليهود من الشتات وعادت بهم إلى فلسطين منذ العام 1919.

يا صديقي العزيز...

1- إن في كلامكم تزويراً للتاريخ. لأن الروم كانوا قبل العرب في بلاد المشرق، وذلك بشهادة العرب أنفسهم ومؤرخيهم. فإن الواقدي ، وهو أول من كتب عن دخول العرب للشام عام 634 ، قال حرفياً : "إن أبا عبيدة قد أطال الفكر فيما يصنع وأي بلد من بلاد الروم يقصد، فمرة يقول أسير إلى بيت المقدس بالجيش، فإنها أشرف بلادهم وكرسي مملكة الروم ، بها قيام دينهم ... ووقتاً يقول أسير إلى أنطاكية وأقصد هرقل وأفرغ منه" ...( الواقدي، فتوح الشام، الجزء الأول، صفحة 56).
إذاً كان العرب يعتبرون بلادنا المشرقية "بلاد الروم" ، واعترفوا منذ البداية أن القدس وأنطاكية مركزان من مراكز الروم ، مخططين لانتزاعها .... وهذا باعتراف الواقدي ، وهو أول وأقدم مؤرخ عربي أرخ للفتوحات ويعتمد عليه المؤرخون جميعاً .... فأنت على ماذا تبني أقوالك؟

ثم إن اسم "الروم" اسم نفتخر به منذ بداية تاريخنا وننقله من الآباء إلى الأبناء ... ولن نفرط به ... تماماً كما ترفض أنت إنكار عروبتك. نحن لا"نروّم"العرب ...بل نوضح للجميع ماذا تعني كلمة "الروم" التي نطلقها على أنفسنا بكل فخر منذ مئات السنين.

الخطر الحقيقي هو تعريب "الروم" لتذويبهم ، لا ترويم العرب ... لأن الروم قبل العرب في هذه البلاد.
ألم يقرأ السيد عزوني ما قاله الواقدي عن حصار العرب لبعلبك الرومية عام 634 حيث يقول حرفياً إن أهل المدينة :

"افترقوا على السور وجعلوا يضربون على وجوههم ويصيحون "بلغتهم"، فقال أبو عبيدة لبعض التراجمة: "ما يقول به هؤلاء؟" فقال الترجمان :إنهم يرثون لحالهم لأن "العرب" ظفرت ببلادهم (الواقدي فتوح الشام، ص. 81).

ألم يلاحظ من هذا أن الروم لغتهم رومية أي يونانية ولا يفهمها العرب؟ وأن العرب أتوا بعدنا إلى هذه الأرض؟

2-أما بالنسبة لرفض الكاتب لمبدأ "اختلاف الهويات" في هذه الأرض، يدعو إلى العجب ، خاصة حين يضع الروم في خانة العدو بقوله : "تماهى مع هذا الطرح عدو آخر لا يقل خطورة عن اسرائيل وهو بطريرك القدس الأرثوذوكسي ثيوفولوس الثالث" . وتماهى معه صوت أرثوذكسي من لبنان اسمه رودريك خوري بقوله أن العرب المسيحيين الأرثوذكس ليسوا عربا بل هم روم ينتمون لبيزنطة واليونان وللأسف الشديد يؤيده بعض الأرثوذكس في الأردن ."

هل يعقل أنني إذا لم أكن عربياً بل رومي أصبح إسرائيلياً ؟ منذ متى أصبحت الرومية رديفاً للصهيونية؟؟؟؟

وهنا أدعو الكاتب إلى قراءة التاريخ جيداً.

نحن الأرثوذكس المشرقيون نطلق على أنفسنا اسم "الروم الأرثوذكس" لا "نصارى العرب" ... وعلى الكاتب أن يعرف أن الروم كانوا أول من وقف بوجه "اليهود".
- ففي التاريخ القديم ومنذ العام 645 عندما دخل العرب القدس الرومية ، فإن بطريركنا المقدسي القديس صفرونيوس اشترط على خليفة المسلمين "عمر بن الخطاب" أن يقوم العرب الفاتحون "بإخراج اليهود من القدس" . والبطريركية الرومية كانت ولا تزال صامدة في وجه "التهويد" و"التعريب" الذي يدعو إليه البعض عن سوء فهم .

- وفي التاريخ الحديث يستنتج الكاتب أن دولة إسرائيل قامت على الأراضي التي أعطتها بطريركية الأرثوذكس لإسرائيل ... وكأنه ينسى ما قام به أجدادنا الروم لتوعية الفلسطينيين المسلمين خاصة على خطر بيع أراضيهم لليهود.

وعلى الكاتب أن يعرف أن وقوفي ضد إسرائيل لا يجعل مني عربياً ... تماماً كما أن "عروبتي" لا تعني حكماً مكافحة الصهيونية.
أنا رومي مشرقي ، صامد في أرض أجدادي، باق بها ، قبل العرب وبعدهم، قبل الأتراك وبعدهم.

أما وقد ردينا بالتاريخ. والعلم والمنطق ... فإننا لن ننزلق إلى مستوى التكفير والتخوين والشتيمة الذي انزلق إليه الكاتب . وللقارئ أن يحكم....
وشكراً .
رودريك الخوري.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.